أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : الحمد في القرآن والسنة ، للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : الحمد في القرآن والسنة ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 17 محرم 1445هـ ، الموافق 4 أغسطس 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 4 أغسطس 2023م بصيغة word بعنوان : الحمد في القرآن والسنة ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 4 أغسطس 2023م بصيغة pdf بعنوان : الحمد في القرآن والسنة ، للدكتور محمد حرز.

عناصر خطبة الجمعة القادمة 4 أغسطس 2023م بعنوان : الحمد في القرآن والسنة.

 

أولًا: المستحقُّ للحمدِ هو اللهُ جلَّ جلاله.

ثانيــــًا: فضائلُ الحمدِ كثيرةٌ وعديدةٌ.

ثالثــــًا وأخيرًا: قُل الحمدُ للهِ على كلِّ حالٍ!!!

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 4 أغسطس 2023م بعنوان : الحمد في القرآن والسنة : كما يلي:

 

خطبة الجمعة القادمة : الحمدُ في القرآنِ والسنةِ، للدكتور محمد حرز

17 من المحرم بتاريخ  1445هـ، الموافق، 4 أغسطس 2023م

الحمدُ للهِ الذي خضعَ كلُّ شيءٍ لإرادتِه، وذلَّ كلُّ شيءٍ لعزتِه، وتواضعَ كلُّ شيءٍ لكبريائِه، واستسلمَ كلُّ شيءٍ لقدرتِه، الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآَخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) سبأ 1،وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, البشيرُ النذيرُ ,السراجُ المنيرُ , خيرُ الأنبياءِ مقامًا, وأحسنُ الأنبياءِ كلامًا , الداعِي إلي خيرِ الأقوالِ وأحسنِ الأفعالِ , فجاءَ بالدينِ الوسطِ وحذّرَ مِن الزيغِ والشططِ، وتركنَا علي المحجةِ البيضاءِ ليلهَا كنهارِهَا لا يزيغُ عنها إلُا هالكٌ، ولا يتمسكُ بها إلّا كلُّ مفلحٍ راشدٍ ،.فاللهمَّ صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ  المختارِ وعلى آلهِ وصحبهِ الأطهارِ وسلمْ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ.

أمَّا بعدُ …..فأوصيكُم ونفسِي أيُّها الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفارِ } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (آل عمران :102) عبادَ الله: (الحمدُ في القرآنِ والسنةِ) عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا.

عناصر اللقاء:

أولًا: المستحقُّ للحمدِ هو اللهُ جلَّ جلاله.

ثانيــــًا: فضائلُ الحمدِ كثيرةٌ وعديدةٌ.

ثالثــــًا وأخيرًا: قُل الحمدُ للهِ على كلِّ حالٍ!!!

أيُّها السادة: ما أحوجنَا إلى أنْ يكونَ حديثُنا في هذه الدقائقِ المعدودةِ عن الحمدِ في القرآنِ والسنةِ، وخاصةً ونعمُ اللهِ علينَا كثيرةٌ تحتاجُ منّا إلى حمدِ المنعمِ جلّ جلاله، وخاصةً والمعاصي والذنوبُ تزيلُ النعمَ، وللهِ درُّ علي بنِ أبي طالبٍ رضى اللهُ عنه وأرضاه:

إِذا كُنتَ في نِعمَةٍ فَارعَها****فَإِنَّ المَعاصِي تُزيلُ النِعَم

وَحافِظ عَلَيها بِشكري الإِلَهِ***فَإِنَّ الإِلَهَ سَريعُ النِّقَم

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : الحمد في القرآن والسنة

أولًا: المستحقُّ للحمدِ هو اللهُ جلّ جلاله.

أيُّها السادةُ: اعلموا أنَّ اللهَ – جَلَّ ثناؤُه – وتقدستْ أسماؤُه هو المُستحِقُّ للحمدِ على الإطلاقِ، كما قال سبحانه – عن نفسِه: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾الفاتحة: 2. والحمدُ مِن أعظمِ ما مدحَ اللهُ عزّ وجلّ به نفسَهُ، فقالَ سبحانه: ﴿ وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ القصص: 70 وتكرَّرَت كلمةُ “الحمدُ للهِ” في القرآنِ في “ثلاثةٍ وعشرينَ موضعاً”.. فاللهُ جلّ وعلا له جَمِيعُ المَحامِدِ بأسْرِها، وليس ذلك لأحدٍ إلاَّ للهِ تعالى، ولا نُحْصِي ثناءً عليه، هو كما أثنَى على نفسِه جلّ جلاله، فاللهُ جلّ وعلا هو الحميدُ في ذاتِه، وفي صفاتِه، وفي أسمائِه، وفي أفعالِه، هو المحمودُ على عدلِه في أعدائِه ،والمحمودُ على فضلِه، وإنعامِه على أوليائِه، فكلُّ ذرةٍ مِن ذراتِ الكونِ شاهدةٌ بحمدِه، لذا سبحَ بحمدِه السماواتُ السبعُ والأرضُ ومَن فيهن: قال جل وعلا (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ) [الإسراء: 44]. وكان ﷺ  يقولُ عند الاعتدالِ مِن الركوعِ: ” ربَّنا ولك الحمدُ مِلْءَ السَّمواتِ ومِلْءَ الأرضِ ومِلْءَ ما شِئْتَ مِن شيءٍ بعدُ أهلَ الثَّناءِ والمجدِ أحقُّ ما قال العبدُ وكلُّنا لك عبدٌ لا مانعَ لِما أعطَيْتَ ولا مُعطيَ لِما منَعْتَ ولا ينفَعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ ،((وبالحمدِ افتتحَ اللهُ جلّ وعلا كتابَه ، وسورةُ الحمْدِ أفضلُ سورةٍ في القرآنِ، وافتتحَ بالحمدِ جلَّ ثناؤه بعضَ سورِ القرآن واختتمَ بها بعضَ سورِ القرآن، وذكرَ جلَّ ثناؤه الحمدَ في أكثر مِن أربعين موضعًا في القرآن، وافتتحَ جلَّ وعلا خلقَه بالحمدِ، فقال جلَّ ثناؤه: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام:1]، واختتمَ جلَّ ثناؤه خلقَه بالحمدِ فقال جلَّ ثناؤه بعد أنْ ذكرَ مآلَ أهلِ الجنةِ ومآلَ أهلِ النارِ: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الزمر:75] ، فالحمدُ أولُ الكلامِ ونهايتُه، وأولُ الخلقِ وخاتمتُه: وحمْدُ اللهِ جلَّ ثناؤه هو آخرُ دعاءِ أهلِ الجنةِ، قال جلَّ وعلا: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [يونس:10] . وربُّنَا جلَّ وعلا هو الحميدُ ، فمِن أسمائِه الحسنى عزَّ وجلَّ “الحميدُ” ، قال جلَّ ثناؤه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر:15] . والحميدُ – أيُّها السادةُ – اسمٌ عظيمٌ جليلٌ مِن أسمائِه سبحانه دالٌّ على كمالِ اتصافِ ربِّنا جلَّ وعلا بالحمدِ واستحقاقِه له ، فهو جلَّ وعلا الحميدُ المستحقُّ للحمدِ لِمَا له مِن الأسماءِ الحسنى والصفاتِ العليا ، ولِمَا له جلَّ جلاله مِن الكمالِ والجلالِ والعظمةِ، وهو الحميدُ جلَّ وعلا على نِعَمِهِ المتواليةِ وآلائِه المتتاليةِ وعطاياه المتتابعةِ جلَّ ثناؤه التي لا تُعدُّ ولا تُحصى . والحمدُ أعمُّ مِن الشكرِ، لأنَّ الحمدَ يقعُ على الثناءِ وعلى التحميدِ وعلى الرضا وعلى الشكرِ، فالشكرُ:  إنّما يكونُ مكافأةً لمَن أولاكَ نعمةً ومعروفًا فقط، والحمدُ لله مِن أطيبِ ما تعطَّرتْ بلفظهِ الأفواهُ، واستراحتْ بهِ النفوسُ، وكَثُرتْ بهِ الأجورُ، وارتفعتْ بهِ المنزلةُ عندَ اللهِ ربِّ العالمين، إنَّها ﴿ الحمـدُ لله ﴾ يا سادة، والحمدُ للهِ نطقَ به ملائكتُه المقربون، فقالَ جلّ وعلا: ﴿ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ لْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الزمر: 75، قالَ جلَّ وعلا﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ غافر: 7 والحمدُ للهِ كلمةُ كُلِّ شاكرٍ، والحمدُ لله نطقَ بها الأنبياءُ والرسلُ الكرامُ عليهم أفضلُ الصلاةِ والسلامِ قال نوحٌ – عليه السلام: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [المؤمنون: 28]؛ وقال إبراهيمُ – عليه السلام: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ﴾ [إبراهيم: 39]؛ وقال داودُ وسليمانُ – عليهما السلام: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النمل: 15، وأهلُ الجنةِ يقولون فيها: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ﴾ فاطر: 34، ويقولونَ ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ﴾ [الأعراف: 43، أسألُ اللهَ جل وعلا أنْ نكونَ منهم بفضلِه ومنِّه وجودِه وكرمِه، ونبيُّنا محمدٌ ﷺ إمامُ الحمَّادين ، وبيدِه صلواتُ الله وسلامُه عليه يومَ القيامةِ لواءُ الحمدِ؛ وهو لواءٌ حقيقيٌّ يُمسِكُه عليه الصلاةُ والسلامُ بيدِه ، ويجتمعُ إليه الحمَّادون مِن الأولين والآخرين ، ففي الترمذي مِن حديثِ أبي سعيدٍ الخُدْري رضي الله عنه أنّ النبيَّ ﷺ قال: ( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ ، وَبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ وَلَا فَخْرَ ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ يَوْمَئِذٍ آدَمُ فَمَنْ سِوَاهُ إِلَّا تَحْتَ لِوَائِي )، فالحمّادون – عبادَ الله- مِن الأولين والآخرين ينْضوون تحتَ هذا اللواءِ المباركِ الكريمِ الذي هو بيدِ سيدِ إمامِ الحمَّادين صلواتُ الله وسلامُه عليه ،وكلَّما كان العبدُ أكثرَ حمدًا لله كان أحظَى وأولَى بالقربِ مِن هذا اللواء.

وفي الجنّةِ -أيُّها السادةُ- بيتٌ يُقالُ له بيتُ الحمدِ خصَّه ربُّنا جلَّ ثناؤه للحامدين في السرّاءِ والضرّاءِ والشدِّةِ والرخاءِ، ففي سننِ الترمذِي وغيرِه أنّ النبيَّ ﷺ قال: ( إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيَقُولُ قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيَقُولُ مَاذَا قَالَ عَبْدِي فَيَقُولُونَ حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ فَيَقُولُ اللَّهُ ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ )، فيجبُ على العبدِ أنْ يحمدَ ربَّهُ على كلِّ حالٍ، وفي كلِّ حينٍ، وفي كلِّ مكانٍ وزمانٍ، في الشِّدةِ والرخاءِ، والعُسرِ واليُسرِ، وفيما نُحِبُّ ونكرَه؛ فعَنْ عَائِشَةَ – رضي اللهُ عنها – قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ؛ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ». وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ» حسن – رواه ابن ماجه. وكيف لا؟ وهو العليمُ الحكيمُ، الفعَّالُ لِمَا يُريدُ، المُختارُ لِمَا يشاءُ، فمهما يقضِي ويُقدِّرُ فهو المُوَافِقُ للحكمةِ البالغةِ، والعلمِ التام. وفي سنن ابن ماجة (عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ « مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ . إِلاَّ كَانَ الَّذِى أَعْطَاهُ أَفْضَلَ مِمَّا أَخَذَ ( ، ويجبُ على العبدِ أنْ يبدأَ يومَهُ بالحمدِ، و يختمَ ليلتَه بالحمدِ :فعنْ حذيفةَ رضي اللهُ عنه قالَ : كانَ النبيُّ ﷺ إذا استيقظَ قالَ : ” الحمدُ للَّهِ الذي أَحيانَا بعدَمَا أماتَنَا وإليهِ النشورُ ”  أخرجه الدارمي وغيره ، وعن أَبي ذرٍّ رضيَ اللهُ عنه قال : كان النبيُّ ﷺ إذا أخذَ مَضجَعُه مِن الليلِ قال : ” اللهمَّ باسمِك أموتُ وأحيا ) .وعن جابرٍ رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ الله ﷺ قالَ : ” إذا أوى الرَّجُلُ إلى فِرَاشِهِ أتاهُ مَلَكٌ وشَيْطَانٌ فَيَقُولُ المَلَكُ : اخْتِمْ بِخَيْرٍ ، ويَقُولُ الشَّيْطَانُ : اخْتِمْ بِشَرَ ، فإنْ ذَكَرَ اللَّهَ ، ثُمَّ نامَ ، باتَتِ الملائكةُ تَكْلَؤُه ، فإن استيقظَ قالَ الملَكُ : افتحْ بخيرٍ ، وقالَ الشيطانُ : افْتَحْ بشرّ ، فإنْ قالَ : الحَمْدُ للَّهِ الذي ردَّ عليَّ نفسي ، ولَمْ يُمِتْهَا في منامها ، الحمدُ للَّهِ الذي يُمْسِكُ السَّماواتِ والأرضِ أنْ تزُولا . . إلى آخر الآية ، الحَمْدُ للَّهِ الذي يُمْسِكُ السماءَ أن تقع على الأرضِ إلا بإذنه ، فإنْ وقَعَ مِنْ سريرهِ فَمَاتَ ، دَخَلَ الجَنَّةَ ”  أخرجه ابن حبان وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ ﷺ كَانَ إِذَا أَوَىٰ إِلَىٰ فِرَاشِهِ قَالَ : ” الْحَمْدُ للّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا ، وَكَفَانَا وَآوَانَا ، فَكَمْ مِمَّنْ لاَ كَافِيَ لَهُ وَلاَ مُؤْوِي ” أخرجه مسلم. وكان النبيُّ ﷺ يقولُ – إذا قامَ مِن الليلِ يتهجَّدُ: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ…» رواه البخاري. فالمستحقُّ للحمدِ في الأولَى والآخرةِ هو اللهُ، ألَا تنظرُ أيُّها المسكينُ إلي السماءِ وارتفاعِهَا وإلي الأرضِ وأقطارِهَا، والي النجومِ ومدارِهَا، وإلي البحارِ وأمواجِهَا، وإلي الشمسِ وشعاعِهَا،  وإلي كلِّ ما هو راكعٌ وساجدٌ ومستيقظٌ وراقدٌ، الكلُّ يشهدُ بجلالهِ، و يقرُّ بكمالهِ، ويعلنُ عن ذكرهِ ولا يغفلُ عن شكرهِ . أفلا يستحق منا الحمد على كل حال ؟وما مِن يومٍ إلّا والجليلُ سبحانَه يُنادِي: عبدِي ما أنصفتنِي، عبدي أذكرُكَ وتنسانِي، وأدعوكَ إليَّ فتذهبَ إلى غيرِي، وأذْهِبُ عنك البلايا، وأنتَ مُعتكفٌ على الخطايَا، عبدِي ما تقولُ غدًا إذا  ما جئتنِي؟. أفلا يستحقُّ منّا الحمدَ على كلِّ حالٍ ؟ فسبحانكَ ربَّنَا ما أعظمَك فلا قدرةَ فوقَ قدرتِكَ ولا قوةَ فوقَ قوتِكَ تخلقُ ما تشاءُ وتأمرُ بمَا تشاءُ وتمسكُ ما تشاءُ عمَّن تشاءُ وترسلُ ما تشاءُ إلى مَن تشاءُ، سبحانَك ما أعظمكَ هواءٌ وماءٌ وأرضٌ وسماءٌ وبرٌّ وبحرٌ ونجومٌ وكواكبُ وإنسٌ وجنٌّ ومخلوقاتٌ كثيرةٌ ما لا نعلمُهُ منها أكثرَ ممَّا نعلمُهُ ومالا نراهُ منها أكثرَ مِن الذي نراهُ، وكلُّهُم جنودٌ للهِ خاضعونَ لعظمةِ اللهِ جلَّ جلالهِ… أفلا يستحق منا الحمد على كل حال ؟ وللهِ درُّ القائلِ  

سلْ الواحةَ الخضراءَ والماءَ جاريًا **وهذه الصحارِى والجبالَ الرواسِيَا سلْ الروضَ مُزدانًا سلْ الزهرَ والندَى**سلْ الليلَ والإصباحَ والطيرَ شاديًا
وسلْ هذه الأنسامَ والأرضَ والسمَا ***وسلْ كلَّ شيءٍ تسمعُ التوحيدَ ساريًا
فلو جنَّ هذا الليلُ وامتدَّ سرمدًا  *** فمَن غيرُ ربِّى يرجعُ الصبحُ ثانيًا

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : الحمد في القرآن والسنة

ثانيــــًا: فضائلُ الحمدِ كثيرةٌ وعديدةٌ.

أيُّها السادةُ: الحمدُ للهِ كلمةٌ مِن أحسنِ الكلماتِ التي يُعمَّرُ بها الجَنانُ، ويَنطقُ بها اللسانُ، وتسمعُهَا الأُذنان، وتخطُّها للحقِّ البَنانُ.ما أحسنهَا مِن كلمةٍ، وما ألذّهَا مِن عبارةٍ، وما أرقاهَا مِن عبادةٍ، وما أطيبهَا مِن لفظةٍ وهي تخرجُ مِن بين شفاهِ القلوبِ قبلَ شفاهِ الأسنانِ، كلمةٌ ترفعُ لصاحبهَا الدرجات، وتضاعفُ له الحسنات، وتكفرُ له السيئات.

كلمةُ اليومِ تختصرُ كلماتَ الثناءِ والشكر، وتختصرُ عباراتَ التعظيمِ والصبرِ، ما أحسنهَا مِن كلمةٍ وهي تخرجُ من قلبٍ صابرٍ، ولسانٍ ذاكرٍ، وقلبٍ خاشعٍ، كلمةُ الحمدُ لها فضائلُ كثيرةٌ وعديدةٌ منها على سبيلِ المثالِ لا الحصر: إنّها سببٌ مِن أسبابِ رِضا اللهِ عن العبدِ، )إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ؛ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا) رواه مسلم. ومِن فضائلِها أنَّ حمدَ اللهِ تعالى تَمْنَعُ إصابةَ البلاءِ، فقال: «مَنْ رَأَى مُبْتَلًى، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلاَءُ» صحيح – رواه الترمذي. ومِن فضائلِها أنّها سببٌ مِن أسبابِ  محبةِ اللهِ الودودِ لك، فهي مِن أحبِّ الكلامِ إلى اللهِ تعالى، فعن سمرةَ بنِ جندبٍ رضي اللهُ تعالى عنه قال: قال النبيُّ ﷺ: «أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ أربعٌ : سبحانَ اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إله إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ . لا يضرُّك بأيِّهنَّ بدأتَ» (مسلم)”، ومَن أحبّهُ اللهُ الودودُ فازَ في الدنيا والآخرةِ. ومِن فضائلِها أنّها إحدى آياتِ السبعِ المثانِي، فعن أبي سعيدِ اليعلي رضي اللهُ تعالى عنه قال: مرَّ بي النبيُّ ﷺ وأنَا أُصلِّي، فدَعاني فلم آتِهِ حتى صلَّيتُ، ثم أتَيتُ فقال: «ما منَعَك أنْ تأتيَ». فقلتُ : كنتُ أُصلِّي ، فقال : «ألم يقُلِ اللهُ» : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} . ثم قال: «ألا أُعَلِّمُك أعظمَ سورةٍ في القرآنِ قبلَ أن أخرُجَ منَ المسجدِ » . فذهَب النبيُّ ﷺ ليخرُجَ منَ المسجدِ فذَكَّرتُه، فقال: « {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. هي السَّبعُ المَثاني، والقرآنُ العظيمُ الذي أوتيتُه» . (البخاري).ومِن فضائلِها أنَّها تملأُ الميزانَ يومَ القيامةِ يومَ الحسرةِ والندامةِ، فعن أبي مالكٍ الأشعرِي رضي اللهُ تعالى عنه قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: «الطُّهُورُ شطرُ الإيمانِ، والحمدُ للهِ تملأُ الميزانَ، وسبحان اللهِ والحمدُ للهِ تملآنِ ( أو تملأُ ) ما بين السماواتِ والأرضِ، والصلاةُ نورٌ، والصدقةُ برهانٌ، والصبرُ ضياءٌ، والقرآنُ حُجَّةٌ لكَ أو عليكَ، كلُّ الناسِ يغدُو . فبايِعٌ نفسَه . فمُعْتِقُها أو مُوبِقُها» (مسلم)، فمَن أرادَ أنْ يثقلَ ميزانَهُ ويكونَ مِن الفائزين فليكثرْ مِن الحمدِ. فهي مِن أحبِّ الكلامِ إلى اللهِ تعالى : فعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ (أَلا أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ ؟ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِأَحَبِّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ ، فَقَالَ : إِنَّ أَحَبَّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ )) رواه مسلم. ومِن فضائلِها أنّها وصيةُ سيدِنَا إبراهيمَ عليه السلامُ فاللقاءُ الذي جمعَ بينَ خليلِ اللهِ تعالى سيدِنَا إبراهيمَ ﷺ، وحبيبِ اللهِ تعالى سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ تضمنَ أجملَ وصيةٍ وأبلغَ موعظةٍ، فعن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي اللهُ تعالى عنه قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: «لقيتُ إبراهيمَ ليلة أُسرِيَ بي، فقال: يا محمد، أقرِئْ أمتَك مني السلامَ، وأخبرهُم أنّ الجنةَ طيبةُ التُّربةِ، عَذْبةُ الماءِ، وأنّها قِيعان، وأنّ غراسَها: سبحانَ الله، والحمدُ لله، ولا إلهَ إلّا الله، واللهُ أكبر» ومِن فضائلِها أنّها أفضلُ الدعاءِ وخيرُ ما طلعتْ عليه الشمسُ يا سادة،  فعن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي اللهُ تعالى عنهما قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: «أفضلُ الذكرِ لا إله إلا اللهُ وأفضلُ الدعاءِ الحمدُ للهِ» (الترمذي(، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ( لأَنْ أَقُولَ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ) رواه مسلم  .(ومِن فضائلِها أنّها سببٌ في مغفرةِ الذنوبِ وجلبِ الرزقِ والرحمةِ، لقولِ النبيِّ ﷺ: «مَنْ أَكَلَ طَعَامًا ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا الطَّعَامَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلاَ قُوَّةٍ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا الثَّوْبَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلاَ قُوَّةٍ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» حسن – رواه أبو داود والترمذي. وعن عليٍّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللهُ تعالى عنه قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: «ألَا أُعَلِّمُكَ كلماتٍ إذا قلتَهُنَّ غفَرَ اللهُ لكَ، وإِنْ كنتَ مغفورًا لَكَ ؟ قَلْ: لَا إلهَ إلَّا اللهُ العَلِيُّ العظيمُ ، لا إلهَ إلَّا اللهُ الحكيمُ الكريمُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ سبحانَ اللهِ ربِّ السمواتِ السبعِ وربِّ العرْشِ العظيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ)، وعن أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ تعالى عنه: أنّ رسولَ اللهِ ﷺ قال: « إنَّ سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، تَنفُضُ الخطايا كما تَنفُضُ الشَّجرةُ ورَقَها). ومِن فضائلِها أنّها مِن الباقياتِ الصالحاتِ: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : ( خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ:” خُذُوا جُنَّتَكُمْ، قالوا : يا رسولَ اللَّهِ مِن عدُوٍّ حضرَ ؟ قالَ لا ولَكن خُذوا جُنَّتَكم منَ النَّارِ وقولوا سبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلَه إلا اللَّهُ واللَّهُ أَكبرُ فإنَّهنَ يأتينَ يومَ القيامةِ مقدَّماتٌ ومؤخَّراتٍ ومنجياتٌ وَهنَّ الباقياتُ الصَّالحاتُ ) رواه الطبراني ) ومِن فضائلِها أنّه سبحانَه يُباهِي بأهلِها ملائكتَه : فعن مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ( أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ يَعْنِي مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : مَا أَجْلَسَكُمْ ؟ قَالُوا : جَلَسْنَا نَدْعُو اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِدِينِهِ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِكَ ، قَالَ : آللَّهُ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلا ذَلِكَ ؟ قَالُوا : آللَّهُ مَا أَجْلَسَنَا إِلا ذَلِكَ ، قَالَ : أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهَمَةً لَكُمْ وَإِنَّمَا أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمْ الْمَلائِكَةَ ) رواه النسائي). ومِن فضائلِها أنّها غراسُ الجنةِ، إنّها الجنةُ يا سادة، الجائزةُ الكبرى مِن اللهِ السَّلَام، وما أجملَ أنْ تجهزَ بفضلِ اللهِ تعالى مكانَك في الجنةِ وتزينَه بالأشجارِ الجميلةِ، وهي فرصةٌ ثمينةٌ للتواصِي بينَ المسلمين على بيانِ هذا الفضلِ، فعن أبي هريرةَ رضي اللهُ تعالى عنه قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: « ألَا أدُلُّكَ على غِراسٍ ، هو خيرٌ مِنْ هذا ؟ تقولُ : سبحانَ اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ ، واللهُ أكبرُ ، يُغْرَسُ لكَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ منها شجرةٌ في الجنة،(( كفى بالحمدِ فضيلةً وشرفًا أنَّ الملائكةَ تُسارعُ إلى تسجيلِه، وتبادرُ إلى تدوينِه وكتابتِه ورفعِه، فحينما صلَّى رسـولُ اللهِ ﷺ يومًا بأصحابِه ورفعَ رأسَهُ مِن الركوعِ وقال: “سمعَ اللهُ لمَن حمده”، قال رجلٌ كان يصلِّي وراءَه: ربَّنَا ولك الحمدُ حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلمَّا انصرفَ قال ﷺ مَن المتكلمُ؟ قال الرجلُ: أنا يا رسولَ اللهِ، قال عليه الصلاةُ والسلامُ: لقد رأيتُ بضعةً وثلاثين ملكًا يبتدرُونَها – أي يتسابقون إليها – أيُّهم يكتُبُها أولُ”.تتنافسُ الملائكةُ لِتسجيلِهَا في صحائفِك البيضاء، لِعِظَمِ قَدْرِ هذه الكلماتِ، وعظيمِ ثوابِهَا، ورِفعةِ درجةِ صاحِبِهَا. وفي رواية لمسلم: “لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا أَولًا”.فالحمدُ لله أولًا وآخرًا، والحمدُ لله ظاهرًا وباطنًا، والحمدُ للهِ عددَ كلِّ شيءٍ، والحمدُ للهِ ملءَ كلِّ شيءٍ، والحمدُ للهِ عددَ ما في السماواتِ وما في الأرضِ، والحمدُ للهِ على كلِّ حالٍ، والحمدُ للهِ على كلِّ نعمِكَ وعلى كلِّ نعمةٍ أنعمتَ بها علينَا. يا ربِّ

إنَّ ذنوبِي في الورَى كثرتْ*** وليس لي عملٌ في الحشرِ ينجينِي

وقد أتيتُكَ بالتوحيدِ يصحبُه**** حبُّ النبيِّ وذاك القدرُ يكفينِي

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ …… الخطبة الثانية …

الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلّا لهُ، وبسمِ اللهِ ولا يستعانُ إلّا به، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .. وبعد

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : الحمد في القرآن والسنة

ثالثــــًا وأخيرًا: قُل الحمدُ للهِ على كلِّ حالٍ!!!

أيُّها السادةُ:مَن نظرَ إلى حالِ الناسِ وإلى حالِه هانتْ عليه مصيبتُه وقال الحمدُ للهِ على كلِّ حالٍ ونعوذُ باللهِ مِن حالٍ إلى النارِ، ومَن نظرَ إلى مرضِ الناسِ ومرضِه قال الحمدُ للهِ على كلِّ حالٍ، ومَن نظرَ إلى ابتلاءاتِ الناسِ وابتلاءاتِه قال الحمدُ للهِ على كلِّ حالٍ، فالحمدُ للهِ في السراءِ والضراءِ – فهل أنتَ يا عبدَ اللهِ تُكْثِرُ منها، وتُرَطِّبُ لسانَكَ بها؟ فإنَّ المكثرينَ مِن الحَمْد هم أفضلُ عِبادِ اللهِ يومَ القيامة؛ لقولِ النبيِّ ﷺ: «إِنَّ أفْضَلَ عِبادِ اللَّهِ يَوْمَ القيَامَةِ الحَمَّادُونَ» رواه الطبراني في “الكبير”.فالحمدُ للهِ الكريمِ على جميلِ نعمِه، والحمدُ للهِ المحسنِ على عظيمِ فضلِه وجليلِ إحسانِه، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين الواحدِ الأحدِ،
الحمدُ للهِ على نعمةِ الصحةِ والعافيةِ، الحمدُ للهِ على نعمةِ الحياةِ، على نعمةِ الإيمانِ، على نعمةِ الإسلامِ، على نعمةِ السمعِ، على نعمةِ العقلِ، الحمدُ للهِ على نعمةِ البصرِ، الحمدُ للهِ على نعمةِ الكلامِ، الحمدُ للهِ على نعمةِ الأولادِ، على نعمةِ الوالدينِ، الحمدُ للهِ على نعمةِ التذوقِ،  الحمدُ للهِ على كلِّ نعمِ اللهِ التي لا تُعدُّ ولا تُحصَى، اجعلْ هذه الكلمةَ على لسانِكَ في كلِّ وقتٍ وفي كلِّ حينٍ، قُلهَا بقلبِك وقالبِك، وتلذَّذْ بها اليومَ وأنت في الدنيا؛ ليستمرَّ تلذُّذُكَ وتنعمُّكَ بها وأنت في جنَّةِ ربِّكَ سبحانه وتعالى، ﴿ وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص: 70 وبعدَ مجلسِكَ قُل الحمدُ للهِ، فعَن أَبي هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنه قَالَ : قالَ رَسُولُ الله ﷺ : ” مَنْ جَلَس في مَجْلِسٍ فَكثُرَ فيهِ لَغَطُهُ ؟ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ : سُبْحَانَكَ اللّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أن لاَ إلَهَ إلاّ أنْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ، إِلاّ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ ” أخرجه الترمذي فَلْنكُن لربِّنَا جلَّ وعلا حامدين، ولنُكثِرْ مِن حمْدِ ربِّنَا جلَّ وعلا؛ فإنَّهُ حميدٌ يُحبُّ الحمدَ .وقُل الحمدُ للهِ فأنت الفقيرُ واللهُ هو الغنيُّ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد)[فاطر:15) ولا تتكبرْ على ربِّكَ وتذكرْ….

يَا مُدّعِي الْكِبْرِ إعْجَابًا بِصُورَتِهِ *** اُنْظُرْ خَلاَكَ فَإِنَّ النَّتْنَ تَثْرِيبُ

لَوْ فَكَّرَ النَّاسُ فِيمَا فِي بُطُونِهِمْ *** مَا اسْتَشْعَرَ الْكِبْرَ شُبَّانٌ وَلاَ شِيبُ

حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.

كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه د/ محمد حرز إمام بوزارة الأوقاف        

_______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »